كشفت تجربة عملية حديثة أن فكرة إدارة شركة كاملة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي دون موظفين بشريين ما زالت بعيدة عن التطبيق العملي الكامل، رغم الترويج الواسع لها في وادي السيليكون باعتبارها مستقبل العمل.
تجربة واقعية لشركة تعتمد على وكلاء ذكاء اصطناعي
الصحفي الأميركي إيفان راتليف أطلق شركة ناشئة باسم HurumoAI، تعمل حصريًا بواسطة وكلاء ذكاء اصطناعي، باستثناء المؤسس نفسه، في محاولة لاختبار قدرة هذه التقنيات على إدارة الأعمال دون تدخل بشري مباشر.
بداية واعدة ونجاحات أولية
في المراحل الأولى، أظهرت التجربة نتائج مشجعة، حيث تمكن الموظفون الافتراضيون من:
- كتابة أكواد برمجية
- إعداد جداول بيانات
- المساهمة في تطوير تطبيق رقمي جذب آلاف المستخدمين
انهيار الانضباط وظهور الفوضى
مع مرور الوقت، بدأت التحديات تتكشف، إذ افتقر وكلاء الذكاء الاصطناعي إلى المنطق البشري والانضباط الذاتي. وتسببت أسئلة بسيطة في سيل من الرسائل غير المنضبطة على منصات التواصل الداخلية، ما أدى إلى استنزاف موارد التشغيل دون نتائج حقيقية.
نشاط مفرط بلا إنتاج
عند غياب الإشراف البشري، انقسم أداء الوكلاء بين:
- خمول تام وعدم إنجاز
- نشاط مفرط غير منتج، عبر تبادل الرسائل والدعوات دون تحقيق أهداف
وأصبح التوازن بين التوجيه والحرية تحديًا رئيسيًا في إدارة الشركة.
التدخل البشري ضرورة لا غنى عنها
رغم اعتماد الشركة كليًا على الذكاء الاصطناعي، اضطر راتليف إلى الاستعانة بباحث دكتوراه من جامعة ستانفورد لإدارة البنية التقنية وأنظمة الذاكرة، وهي مهام لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من تنفيذها بكفاءة.
قيود في التخطيط واتخاذ القرار
واجهت الأنظمة الذكية صعوبات واضحة في:
- التخطيط طويل الأمد
- اتخاذ قرارات مستقلة
- إعداد تقارير دقيقة عن المهام المنجزة
تشبيه بالقيادة الذاتية
شبّه راتليف الذكاء الاصطناعي اليوم بتقنيات القيادة الذاتية في مراحلها الأولى: فعالة في ظروف محددة، لكنها غير قادرة على العمل باستقلالية كاملة دون إشراف بشري.
خلاصة التجربة
خلصت التجربة إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعزيز الإنتاجية وتسريع الأداء، لكنه لا يستطيع حتى الآن إلغاء دور الإنسان في الإدارة والرقابة واتخاذ القرار، مشيرًا إلى أن الطريق نحو الاستقلال الكامل لا يزال أطول مما يتصوره المتحمسون.




